المادة    
فعلينا بعد ذلك نحن بعقولنا وبفهمنا وباجتهادنا أن نتدبر كلام الله تبارك وتعالى المحفوظ والمعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن نتأمل ونقارنه بما جاء في الكتب القديمة كما أشرنا, حيث هاهنا لا يذكر شيء, أو ما جاء في المدراش أو المدراس، وما جاء عند الكنيسة السريانية وغيرها من فرق النصارى، وأن نتأمل أيضاً ما يقوله التاريخ الآثاري والحضاري عن هذه الواقعة، وفي النهاية سوف نخرج بدون أي شك إلى أن هذا الكلام من عند الله تبارك وتعالى، وأن هذه الآية العظيمة إلقاء إبراهيم الخليل عليه السلام في النار تظل آية من آيات الله تبارك وتعالى، تتحدث عنها الأجيال والأجيال, وتتردد في المحاريب, ويؤمن بها المؤمنون, وتتصدع لها قلوب المنافقين والملحدين إلى قيام الساعة.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقني وإياكم -أيها الإخوة والأخوات- إلى اتباع ملة أبينا إبراهيم عليه السلام, ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ويثبتنا على الفطرة القوية والملة المستقيمة ما دمنا, ويميتنا عليها؛ إنه على كل شيء قدير.
والحمد الله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.